للخروج من ازمتها الاقتصادية تونس في انتظار ثورتها الفلاحية

تاريخ النشر 01/01/2021


اراضينا قادرة على انتاج “الذهب” وفلاحونا يملكون من الارادة ما يؤهلهم لصنع “العجب

في الوقت الذي يرفع فيه السياسيون وأصحاب القرار شعار دعم الفلاحة ويتباهون بتقديمها كقطاع استراتيجي ومحوري لازالت فلاحتنا على ارض الواقع منسية وفي اخر الاهتمامات الحكومية ولازالت تعاني من غياب ارادة حقيقية تنتشلها من وضعها المتردي وتجعل منها قاطرة الاقتصاد وعنوان التنمية الشاملة في البلاد

ان الفلاحة التونسية منذ سنوات الستينات لم تجن من الاجهزة الرسمية المشرفة عليها غير السراب ومع ذهاب حكومة ومجيء اخرى تتكرر الوعود الوردية وتعلو اصوات الخطابات السياسية مبشرة بان عهد تغيير منوال التنمية قد حل وبان الفلاحة هي الحل

لكن كل الوعود لا تلقى طريقها للتنفيذ لتواصل فلاحتنا السير في طريق مظلم وتواصل تونس الغرق في ازمة اقتصادية واجتماعية لايمكن الخروج منها – بإجماع الخبراء والمختصين – إلا عن طريق ثورة فلاحية   تصنع الثروة وتفتح ابواب الامل امام شبابنا المعطل عن العمل وتكسر قيود التهميش عن جهاتنا المحرومة التي يعيش اغلب سكانها من الفلاحة ولكنهم لا يجدون في عديد الاحيان لقمة العيش بسبب فقرهم وبسبب ما تتعرض له الفلاحة من تفقير

 اتضح اليوم ان تونس تسير في الطريق الخطأ وان خياراتنا التنموية الحالية لا يمكن ان تؤدي إلا الى الفشل… ولم يبقى امامنا من خيار وحل إلا المراهنة على الفلاحة التي تمثل طوق النجاة والعلاج الامثل لاقتصاد مريض ومعتل

كما اصبح من الواضح ان تونس لا يمكن ان تكون بلدا صناعيا قويا ولكنها اذا صنعت  ثورتها الفلاحية المنشودة ستجد قوتها وتستعيد سيادتها التي اصبحت مهددة بفعل الارتهان الى الخارج في توريد عديد المنتوجات الغذائية

ان اراضينا قادرة على انتاج “الذهب” وفلاحونا يملكون من الارادة ما يؤهلهم لصنع “العجب” ولكن ما ينقصنا فقط هي ارادة سياسية تؤمن ايمانا حقيقيا بأهمية الفلاحة  وتطلق برامج فعلية للاستثمار فيها ودعمها ومعها تطلق ايدي المنتجين التي لازالت مكبلة بعديد العراقيل منذ سنين.. وسنين